مركز الأرض توقف عن الدوران ،وهيعكس اتجاه دوران قريب ،والكلام ده اتنشر في دراسة في المجلة العلمية ،nature geoscience على يد فريق من العلماء.
رصدوا إن مركز الأرض سرعته قلت لحد ما تقريبا ،وقف عن الدوران وعشان تفهم اللي حصل ده معناه إيه وتأثيره على وجودنا في المستقبل، لازم تعرف الأول مكونات كوكب الأرض ؟!
كوكب الأرض بيتكون من مجموعة من الطبقات ،الطبقة الأولى إللي أنت بتمشي عليها واسمها القشرة الأرضية ،ودي سمكها من 8 ل40 كم ، والطبقة التانية اسمها الوشاح ، وهي عبارة عن صخور درجة حرارتها عالية وسمكها بيوصل لحوال 2900 كم .
الطبقة دي الإنسان ما قدرش يوصلها لحد النهارده والطبقة إللي بعدها اسمها اللب الخارجي أو outer core ،ودي سمكها 2250 كم ،وتتكون من الحديد المنصهر ودرجة حرارتها بتوصل ل حرارة وسخونة الشمس وجوا الطبقة دي موجود النواة الداخلية أولب ألأرض واسمه العلمي inner core.
ودي عبارة عن كرة ضخمة سمكها 1200 كم تقريبا، بتتكون من الحديد الصلب وحررتها يمكن تكون أعلى من حرارة الشمس نفسها، لكن بالرغم من كده المركز الداخلي ده صلب ومش منصهر ، بسبب الضغط الكبير الواقع عليه، وبسبب إن الطبقات دي بعيدة جدا وصعب إن الأنسان يوصلها.
علماء الفيزياء والجيولوجيا لحد النهار ده مش عارفين إللي بيحصل بالظبط في مركز الأرض لكن كل إللي عارفينه إن التفاعلات اللي بتحصل جواه بتأثر على شكل الحياة على كوكب الأرض ، يعني مثلا الاحتكاك ما بين طبقة الحديد المنصهر الخارجية وطبقة الحديد الصلب الداخلية بتولد مجال كهرومغناطيسي.
قوي جدا والمجال ده هو اللي بيشكل درع خفي وشفاف حوالين الأرض و بيحافظ على مناخ الكوكب بالشكل اللي متعودين عليه ومن غيره مش هيكون في حياة من الأساس.
ده غير إن المجال الكهرومغناطيسي مع تأثير الجاذبية الأرضية يسبب حركة النواة الداخلية للأرض بشكل مستمر وحركتها دي بتأثر على دوران الأرض والمناخ وعلى طول وقصر اليوم .
ودلوقتي مجموعة علماء من الصين اسمهم yi yang , xiaodong لسة ناشرين ورقة بحثية، صدمت الأوساط العلمية بيقولوا فيها إن لب الأرض الداخلي حركته ليست ثابتة .
وإن اتجاه دورانه بيتغير بمعدل مرة كل 70 سنة تقريبا وحسب دراستهم مركز الأرض وسرعة حركته بتقل من سنة 2009 و وصلت حاليا لمرحلة توقف تام ، وده تمهيد إنه يغير اتجاه الدوران .
طيب الكلام ده معناه إيه والنتيجة دي وصلولها إزاي ؟!
النتيجة دي وصلولها بناء على دراسات دقيقة ومعقدة جدا عملوها على مدار سنين طويلة على طبقات الأرض الداخلية واستعملوا فيها بيانات الموجات الزلزالية اللي مرت من جوا نواة الأرض نفسها ما بين سنة 1964 ،حتى سنة 2021 .
الموجات الزلزالية ، بتبقى ظاهرة جيولوجية بتمتد جوا طبقات الأرض كلها وبيكون ليها سرعة معينة في وقت معين ومن خلال دراسة سرعة الموجات دي والوقت اللي بتاخده في الانتشار قدروا يعرفوا حركة النواة الداخلية للأرض .
واكتشفوا إنه حركتها توقفت تماما ، وكلامهم يؤكد ملاحظات علمية آخري سجلها علماء من كل أنحاء العالم بتأكد إن طقس ومناخ الأرض والظواهر البيئية زي هجرة الحيوانات ونسبة ارتفاع مياه البحار والمحيطات، وحتى طول اليوم نفسه.
يتغير كل فترة مع تغير حركة لب الأرض ، يعني مثلا لو علماء سجلوا إن اليوم كان أقصر بمقدار 0.01 ملي سنة لما كان اللوب الداخلي بيدور عكس اتجاه دوران الأرض وكان أطول بمقدار 0.12 ملي ثانية لما كان بيدور في اتجاه دوران الأرض .
وحسب كلامهم آخر أنقلاب في حركة الدوران دي حصل في سبعينات القرن الماضي، واللي بيحصل دلوقتي هوا ،تمهيد لتغيير جديد في اتجاه الحركة، وعشان كده إحنا بنشوف ظواهر بيئية غريبة منذ فترة ومش عارفين نفسرها ولا فاهمين بتحصل لية.
مثل الزلازل والبراكين المتكررة ، ودلوقتي الورقة العلمية دي فتحت نقاش وجدل كبير ما بين العلماء عن مدى تأثير حركة النواة على الأرض ولسه البحث مش مؤكد بشكل كامل.
لأن لحد النهارده الإنسان ما عندوش فكرة كاملة عن طريقة عمل طبقات الأرض ولا في طريقة يقدر يتأكد منها بدقة لأننا مقدرناش نحفر ونوصلها عشان ندرسها .
أعمق حفرة عملها الإنسان كانت بئر كولا ، في روسيا اللي كان عمقها 12 كيلو متر وما قدرناش نوصل لأبعد منها ، ودلوقتي العلماء بيحاولوا يبنوا على المعلومات اللي عندهم .
ويدرسوا البيانات الزلزالية والهزات الأرضية والانفجارات البركانية عشان يقدروا يأكدوا صحة البحث والبحث ده مش معناه إن الحياة على كوكب الأرض هتنتهي أو حتى تتأثر بشكل كبير.
لأن الواضح إن الظاهرة دي بتتكرر بشكل مستمر بمعدل مرة كل 70 سنة تقريبا وآخر مرة حصلت فيها كانت سنة 1974 ومالهاش علاقة خالص بالكلام المنتشر على السوشيال ميديا إللي بيقول إن الظاهرة دي بداية الانقلاب حركة دوران الأرض لكن الحقيقة إن حركة دوران الأرض طبيعية ومستمرة عادي.
مستحيل علميا، إنها تتغير إلا بمعجزة إلهية برا نطاق العلم، بس الفكرة إن البشر بيكتشفوا حاجة جديدة سنعرفها لأول مرة في التاريخ وهنعرف كمان سبب التغيرات المناخية والبيئية وتأثيرها على وجودنا في المستقبل.