فنجان قهوة بسيط اوصلهم للإعدام ، بل ان القهوة حرمت وجرمت رسميا، واذا قبض عليك وانت تشرب بعضا من القهوة سيتم قطع رقبتك بسبب فنجان قهوة صباحي وبسيط ، فاعتبرت القهوة رجسا من اعمال الشيطان ، مشروبا شيطانيا يغير الجسد والعقل ،والخاطئين والكافرون فقط هم من يشربون هذا المشروب الذي اتى من قعر جهنم للعالم، فوصل الامر الى حدود الخيال .
عشرة الاف شخص قتلوا وقطعت رؤوسهم بسبب القهوة
بدأت القهوة شهرتها تخرج من اثيوبيا وكان الشعب هناك معتادا على مضغ حبوب القهوة تحت السنتهم بسبب طعمها اللذيذ والمختلف خصوصا حينما لاحظوا تأثيرها الرائع على تنشيط الدماغ وخصوصا في الصباح، ولكن لم يستخدمها الاثيوبيون ابدا كمشروب ولم يفكروا في طحنها، وأول دولة في العالم استخدمتها كمشروب هي دولة اليمن .
منذ اكثر من خمسمائة عام مضت، ففي القرن الخامس عشر ميلاديا بدأت اول عملية طحن وتخمير لحبوب القهوة في التاريخ كله. ومن هنا صنع اول فنجان قهوة، هو السلاح السري الذي يستطيع ان يفتك بالنوم ويساعدك في التغلب عليه في الصباح وفي أي وقت أيا كان. بل ان القهوة أصبحت كمشروب سحري يبهر كل من يجربه لأول مرة .
ويجعل الجسد نشيطا ويمده بطاقة لا مثيل لها. في القرن السادس عشر بدأت تنتشر اكثر بدءا من القاهرة الى مكة وجميع انحاء العالم تدريجيا. وأصبحت اليمن اكبر مصدر للقهوة في العالم وقتها ،بسبب انتشار وهوس الناس بالقهوة بدأت الأصوات المعارضة لها، بان القهوة مشروب من الشيطان لأنها تتسبب في تغيرات كبيرة في العقل والجسد، بل ان البعض اعتبرها كنوع من أنواع الخمور المحرمة
ولكنه نوع اتى من جهنم وقد جلبه ابليس لكوكب الأرض في شكل غريب ومخيف. ليخدع الناس والمؤمنين، ثم بدأ جماعات تحرض على حظر بيعها ومن يشربها ،لتتعالى الأصوات ويصدر قرارا رسميا في عام 1550 في مكة المكرمة، وهذا القرار حذر بيع القهوة تماما، بل انهم جمعوا القهوة وقاموا بحرقها في الميادين العامة .
ومن يقبض علية يبيع القهوة يحكم عليه بالسجن وغرامة كبيرة، ومن يشربها يسجن فورا، فتخيل ان يقبض عليك صباحا وانت تشرب القهوة، ومنع نهائيا دخول القهوة الى مكة المكرمة او استيرادها ،ساءت الأمور فارتفع سعر القهوة بسبب الحظر المرتفع، كانوا محبيها كالمدمنين حرفيا، يشربون القهوة في أماكن سرية ويدفعون أموالا طائلة مقابل فنجان واحدا منها .
فصدرت الأوامر بإعدام من يهرب او يبيع او يشرب القهوة، وفي إسطنبول بتركيا لم تكن الأمور اقل جنونا، بل ان الدولة اعتبرت ان شرب القهوة عمل اجرامي يهدد امن الدولة كلها ،وان القهوة قد تقود البلاد الى فوضى عارمة، وقد تتسبب في انهيارها، بل انها اتهمت انها سبب في انحلال المجتمع التركي وانهياره، ليتخذ السلطان العثماني مراد الرابع قرارا سلطانيا .
بتدمير وحرق مقاهي القهوة في الدولة كلها، واعدام شاربين القهوة وبائعيها في ميادين عامة بقطع رؤوسهم امام الاف الأشخاص، حتى وصل الامر الى اعدام عشرة الاف شخص بسبب شربهم القهوة
القهوة العدو لبعض السلطات الحاكمة في دول مختلفة، ولكن في النهاية تنتصر القهوة على الجميع وتصبح المشروب الأشهر والأول في العالم كله. منتصرة على الشاي حتى واي مشروبا في العالم ،وتصبح تجارة تساوي مليارات بل تريليونات الدولارات. وتصدر التقارير بفوائد القهوة العديدة. بالحفاظ على صحة القلب من الجلطات. والوقاية من السرطان وامراض الشرايين والزهايمر
تبقى القهوة ايقونة الصباح التي تفتح عينك عليها في بداية يومك