القاتل المتسلسل والمأجور الذي فلت من العقاب، عندما يتم ذكر اخطر القتلة المتسلسلين المأجورين على مر التاريخ تجد ان رجال المافيا يبرزون دائما، ومن بين عدة أسماء كان الأخطر بينهم ،رجل واحد بالتحديد كان يعد الأخطر والأكثر إنتاجية في القتل من بينهم جميعا، الرجل الذي قتل اكثر من مائة وخمسين شخصا وامر بوضع طفل في الحمض المذيب، وشن حملة إرهابية ضد الحكومة الإيطالية وقوات الشرطة واليوم هو رجل حر يسير بين العامة.
قصة جيوفاني بروسكا اخطر رجال المافيا الإيطالية
قد يكون جيوفاني بروسكا هو القاتل المتسلسل الأكثر غزارة في تاريخ البشرية ،لقد كان القاتل الرئيسي للمافيا في صقلية لعدة عقود، باعترافه قتل اكثر من مائة وخمسين شخصا، كما اعترف للقاضي انه لا يتذكر حتى وجوه أولئك الذين قتلهم بسبب كثرة عددهم ،كان من بين ضحاياه الكثير من المدعين العامين الايطاليين الذين حاولوا التصدي للمافيا في أوائل التسعينيات ،بالإضافة الى عشرات من رجال الشرطة الذين قتلوا واصيبوا خلال الحرب الغوغاء على الحكومة .
لا يأمن السياح من جيوفاني بروسكا أيضا فقد كان مسئولا عن قصف العديد من اكبر المناطق السياحية في إيطاليا، مما اسفر عن مقتل عشرة واصابة واحد وسبعين والحاق اضرار جسيمة بالعديد من الكنوز الثقافية والأكثر أهمية في إيطاليا، يحمل بروسكا لقب الخنزير ،بسبب عاداته الغذائية المثيرة للاشمئزاز.
ينحدر جيوفاني بروسكا من ملوك المافيا حيث كان والده ، وجده الأكبر من رجال المافيا الإيطالية، كان هذا عندما كانت المافيا ترسي جذورها لأول مرة ، وتألفت الى حد كبير بين المزارعين والفلاحين الذين تجمعوا معا ضد ملاك الأراضي الأغنياء والحكومة ،ربما بدأ الامر بنوايا نبيلة لكن الأمور سرعان ما اخذت منعطفا مظلما عندما تطورت المافيا بسرعة من الزراعة الى الجريمة المنظمة.
كان والد بروسكا برناندو بروسكا متحالفا مع عائلة كورليونيزي ،وساعد في عدد الاسرة لرئاسة وجناح المافيا، وصلت جيوفاني سليل العائلة الى المستويات العليا للمافيا الإيطالية، عندما تم ارسال والد بروسكا الى السجن لارتكابه العديد من الجرائم اصبح بروسكا خلفا لوالده ،مما عزز وضعه في المافيا، طور بروسكا سمعة مخيفة بشكل سريع لم يخجل من ممارسة العنف الشديد عند الضرورة.
او في كثير من الأحيان بدون ضرورة ،في النهاية تمت ترقيته ليصبح اليد اليمنى الموثوق به لرئيسه توتورينا، مما منحه الكثير من الفرص لممارسة الهواية المفضلة لديه قتل الناس.
اشهر جرائم جيوفاني بروسكا
من اشهر الجرائم التي ارتكبها جيوفاني بروسكا هي مقتل جيوفاني فالكون ،وهو مدع عام إيطالي بارز كان يتحدى المافيا الإيطالية، وبسبب الحراسة المشددة على فالكون من قبل حراسه الشخصيين علم بروسكا ان المهمة لن تكون سهلة، لجأ الى الطرق المبتكرة بدلا من الطرق التقليدية، تتبع بروسكا المسار الذي يتخذه فالكون يوميا بدقة.
لدرجة انه كان يعلم الخطوة القادمة التي سيتخذها فالكون عند اختيار المكان المثالي على طريق سريع بعيد، كان لدى بروسكا ما يقارب اربعمائة كيلو جراما المتفجرات المدفونة تحت هذا الطريق ،بعد ذلك كل ما كان عليه فعله هو الانتظار في الوقت المناسب اثناء اقتراب قافلة فالكون من المكان المحدد ضغط بروسكا شخصيا على زر المتفجرات .
لم يتسبب الانفجار الهائل في مقتل فالكون فحسب بل قتلت زوجة فالكون وثلاثة من الحراس الشخصيين، لكن شر بروسكا لم يقتصر فقط على الحكومة او قوات انفاذ القانون .
ابشع جرائم جيوفاني بروسكا
كانت واحدة من ابشع جرائمه موجهة ضد صديق له في عام 1993 ،اعتقلت الحكومة الإيطالية سانتينو دي ماتيو، احد زملاء بروسكا في مواجهة السجن المؤبد تحول سانتينو دي ماتيو الى فأر واعترف على بروسكا ، فتعاهد بروسكا بالانتقام بعد خمسة اشهر اقترب عدد من رجال الشرطة من جوزي دي ماتيو ابن سانتينو البالغ من العمر 11 عاما ، وأوضحوا انهم جاءوا الى هنا لأخذه لرؤية والده.
الذي كان حاليا تحت حماية الشرطة ومختبئا، لكن ضباط الشرطة كانوا في الواقع رجال بروسكا متنكرين، تم احتجاز الصبي في كوخ قذر لمدة عامين حتى وفاته ،ثم امر بروسكا بإذابة جثة الصبي في الحمض ، تم تجاهل نداءات والده للأفراج على طفله ،ولكن سيحصل سانتينو دي ماتيو على فرصة لمواجهة بروسكا في المحكمة بعد سنوات.
مع تدخل الشرطة حيث هدد دي ماتيو بقطع رأس بروسكا ثم حاول مهاجمته، واصلت الحكومة الإيطالية حملة التطهير ضد المافيا، مما أدى الى قيام بروسكا بأطلاق اكبر حملة عنف دموية حتى الان، الحملة التي قام فيها بروسكا بتخطيط وتنسيق هجمات على الشرطة والمسؤولين الحكوميين خلال عام 19939و1994 ، بالإضافة الى العديد من الهجمات الإرهابية ضد المواقع السياحية في إيطاليا .
نهاية جيوفاني بروسكا
انتهت مهنة بروسكا العنيفة في العشرين من مايو عام 1996 ،غير مدرك ان الشرطة كانت تستمع الى هاتفه الخلوي اثناء تناوله العشاء مع صديقته والعديد من افراد اسرته ،في منزل مزرعة صغيرة في ريف صقلية اثناء ذلك سمع رجال الشرطة على الهاتف المحمول فجأة صوت دراجة نارية تسير بالقرب من المنزل.
كان راكب الدراجة هو رجل شرطة متخف يعمل كشاف للمنطقة على امل العثور على بروسكا دون ان يتم اكتشاف امره، عندما سمعت الشرطة صوت دراجته النارية من خلال هاتف بروسكا المحمول، استطاعوا تحديد الموقع الدقيق لمنزل بروسكا ،وفي غضون دقائق كانت الشرطة تطرق باب منزل القاتل الأكثر عنفا في المافيا .
تم نقل بروسكا الى مركز الشرطة لتجنب اطلاق المافيا لعملية انقاذ وعند وصولة استقبله العشرات من رجال الشرطة وبدئوا الضباط يهتفون حتي ان الكثير نزعوا اقنعتهم التي اعتادوا علي ارتدائها لحماية انفسهم وعائلاتهم من انتقام المافيا ، اعتقدوا ان بروسكا انتهي وانه سيكمل باقي عمرة خلف القطبان ،حتي ان احد الضباط قام بتوجيه لكمة مباشرة لوجه بروسكا ما ادي الي كسر انفة .
لكن بروسكا لم يبقي في السجن كما كان متوقع ، حكم علي بروسكا ب26 عام بالسجن بتهمة قتل جيوفاني فالكون ، ثم حكم علية بالسجن مدي الحياة لارتكابه جرائم إضافية ، بدء المر وكان بروسكا لم يري ضوء الشمس مرة اخري ، لكن الحكومة قررت ان لة قيمة كبري كشاهد ، وعرضو علية الامر اما ان يموت في السجن ،او يتحول الي شاهد ويبقي في السجن لمدة 26 عام فقط .
اختار بروسكا الاختيار الثاني وكان بالفعل ذا فائدة للحكومة ضد المافيا ،وكان متعاون وحسن السلوك داخل السجن مما ادي الى وضعة في أماكن افضل في السجن ، بالطبع الامر لم يكن عادلا لقد ارتكب العديد من الجرائم وروع المدنيين وقام بأعمال عنف ،ومع ذلك لم يتم القصاص منة وحصل علي امتيازات غريبة داخل السجن .
انتقد العديد من المواطنين تصرف الحكومة تجاه بروسكا ،واعتبر الامر تسهلا مع رجال المافيا الذين يتحكمون في الدولة ، في الواقع خرج بروسكا بفترة بسيطة قبل حتي ان يتم 26 عام التي حكم علية بها ،بسبب تقديمة وثائق ومستندات تدين رؤساء المافيا ، حاليا لا احد يعرف مكان بروسكا بالتحديد ، فقد غيرت الحكومة اسمة وساعدته علي الهروب وعيش حياة منعزلة .