أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

غموض واسرار بوابة الجحيم الرومانية ومدخل العالم السفلي

نتناول في بحثنا هذا غموض واسرار بوابة الجحيم الرومانية ومدخل العالم السفلي ،وتحديدا احد الكهوف التي اثارت الجدال حوله شعائر قديمة وكهف قاتل، بوابة الى الجحيم والعالم السفلي ،اسطورة كهف مدينة هيرا بوليس القديمة .

اعتقاد ساد لقرون طويلة اضاحي قدمت لإرضاء اله العالم السفلي عندهم، وساهم بفك اللغز الذي بدأت محاولات حله منذ عصور خلت فما القصة؟ وما هو هذا الكهف؟


مدخل العالم السفلي


غموض واسرار بوابة الجحيم الرومانية الكهف القاتل

بوابة الجحيم الرومانية الكهف القاتل، او كما عرف قديما بلوتونيوم، معبد روماني قديم، الاثار المكتشفة في المدينة التي كانت تعرف بهيرا بوليس قديما ،وموجودة في باموكال تركيا حديثا تشير بشكل قطعي ان هذا المعبد بساحته المربعة ومقاعده المنتشرة كان موقعا لأحداث جذبت العديد من الاتباع والسياح ان امكن تسميتهم آنذاك .

لكن ما هو الحدث الذي استوجب بناء هذا المعبد ؟ او بالأصح على ماذا بني هذا المعبد الجواب على لسان علماء الاثار من جامعة سالينتو الإيطالية الذين كان لهم الفضل في اكتشاف هذا الموقع ،المعبد بني على قمة كهف والكهف يؤدي الى مغارة عميقة وبوابته مدخل الى العالم السفلي بحسب كتابات المؤرخين الرومانيين القدماء.

لماذا اكتسب هذا الكهف هذا الصيت

الدراسات والأبحاث التاريخية اثبتت ان هذا المعبد كان مقصدا للسياح القدماء ،الذين توافدوا الى بوابة العالم السفلي، ليروا شعائر تقديم الاضاحي لأله العالم السفلي، بلوتو، منصة الموت كما اسماها العلماء اطلق عليها اسم بلوتونيوم كما ذكرت سابقا نسبة الى اله العالم السفلي  بلوتو هذا بحسب الرومانيين القدماء كان يستولي على حياة كل من يقترب من هذه البوابة.

الكل ما عدا الكهنة لذلك كان السياح الوافدين يجلسون على مقاعدهم لمشاهدة هذه المعجزة، الكهنة يدخلون برفقة الحيوانات المسكينة الى المغارة التي كان الدخان والبخار يخرج من بوابتها امام الملأ وبعد لحظات يخرج الكهنة سالمين ،اما الحيوانات فكانت تلفظ أنفاسها، بعضها امام اعين الناظرين وبعضها داخل المغارة أيضا.

كان من الممكن رؤيتها وهي تنتقل الى العالم السفلي كما ساد الاعتقاد آنذاك، هذا الامر ساهم بشكل كبير في تعزيز قدسية الكهنة فهم محصنون من اله الموت، وبوابة العالم السفلي او بوابة الجحيم ليس لها ادنى تأثير عليهم، ظاهرة موت الحيوانات في المغارة وانتقالهم الى العالم السفلي جذبت اهتمام العديد من مؤلفي ومؤرخي ذلك الزمن .

فنجد على سبيل المثال المؤلف الروماني والمؤرخ الطبيعي الشهير بلينيوس الأكبر ، يذكر هذه الظاهرة في احدى كتاباته ويطلق عليها اسم شارون، شارون هذا هو شخصية اسطورية مهمتها نقل أرواح الموتى من نهر ستيكس الى العالم السفلي، طبعا بحسب المعتقدات الرومانية القديمة، ولكن السؤال الان .

ما الذي اثار اهتمام العلماء وساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على هذا الكهف القديم؟

من بين الاثار القديمة المختلفة التي تكتشف في عصرنا هذا، وبالأخص ان موضوع موت الحيوانات على مدخل الكهف وفي داخله، من المفترض انه قديم وانتهى ، هذا الكهف وبحسب العديد من المصادر ما زال مميتا، كيف؟ بحسب أبحاث ودراسات واكتشافات نشرها عدد من العلماء الذين حاولوا فك هذا اللغز وابرزها ما ورد في مجلة الاثار والأنثروبولوجيا في فبراير من العام 2018 ،الطيور التي تمر بجانب بوابة الكهف تسقط ميتة.

واكثر من هذا داخل الكهف وجد الباحثون العلماء العديد من الفئران والطيور الميتة، إضافة الى اكثر من سبعين خنفساء أيضا لقيت حتفها بحسب ما ورد على موقع سي ان ان، وهنا بدأ العلم بالتدخل ،العلماء لم يصدقوا موضوع منصة الموت وبوابة الجحيم والى اخره ولكن يجب ان يكون هناك مسبب لما جرى في القرون الخالية وما زال يجري الى يومنا هذا.

حل لغز غموض واسرار بوابة الجحيم الرومانية ومدخل العالم السفلي علميا

وبالفعل بعد الكثير من البحث والدراسة وصل الجواب الشافي مسبب هذه الابخرة التي اعتبرت مقدسة فيما مضى مسبب موت هذه الحيوانات بهذا الشكل هو ظاهرة جغرافية بحتة، ظاهرة ذكرها بل وحاول تفسيرها بشكل او باخر قبل علماء عصرنا الحديث احد علماء عصور ما قبل الميلاد ،وبداية عصر الميلاد واحد ابرز جغرافيين العالم، الجغرافي سترابو.

سترابو ذكر في كتاباته ان أي حيوان يمر داخل الكهف يلقى حتفه على الفور الثيران تسقط وتلقى حتفها تلقائيا والطيور عندما القيت داخله اخذت اخر أنفاسها ولاقت حتفها فورا، وأيضا أضاف سترابو حرفيا في معرض محاولته تفسير ما يجري، ان الفضاء مليء ببخار ضبابي كثيف، لا يسمح للمرء برؤية الأرض .

اذا الكهف مملوء بغاز سام يقضي على الكائنات الحية بحسب استرابو، فهل كان محقا؟

نعم، الجغرافي المخضرم سبق علماء عصرنا في تحليل الموضوع، فالدراسات والأبحاث التي نشرت في مختلف المجلات والدوريات العلمية ،اثبتت ان الكهف او المغارة او المعبد أقيم فوق شق عميق تحت سطح الأرض ، هذا الشق يخرج منه كميات مركزة جدا من غاز ثاني أكسيد الكربون التركيزات العالية لهذا الغاز .

تراوحت التركيزات بحسب فريق البحث بقياده عالم البراكين هاردي فانز بين 45 و 53% عند مدخل الكهف و 91% في داخله هي حتما مميته للكائنات الحيه، فالكائنات الحية بشكل عام والثديات بشكل خاص لا تحتمل تركيز اكثر من 5% من هذا الغاز، وبالتالي موت الحيوانات والطيور والثيران وغيرها امر طبيعي ومحسوم نتيجتك كثافه الغاز على مدخل الكهف وداخله .

كيف استطاع الكهنة النجاة اذا رغم التركيز العالي لثاني أكسيد الكربون؟

سترابو فقد سال هو الاخر عن ذلك وحصر الامر بين خيارين اما ان الكهنة  فعلا محصنين ولديهم ارتباط الهي او انهم ببساطه كانوا يقومون بحبس انفاسهم ،اما علماء العصر الحديث والدراسات الجديدة فقد أعطت تفسيرا اكثر منطقيه الدراسات اشارت الى ان غاز ثاني أكسيد الكربون اثقل من الاكسجين ،وبالتالي فانه يستقر في الأسفل وبهذه الكثافة والتركيز فقد شكل ما يشبه البحيرة السامه .

لماذا الحيوانات وليس الكهنة ؟ فالطول يلعب دورا هنا ، بحيره الغاز السامه بحسب فانز وزملائه كانت بارتفاع فتحات انف في الحيوانات لذلك استنشقت الحيوانات الغاز السام مباشره وماتت اما الكهنة فكانوا يقفون فوقه ولا يستنشقون غازها بشكل مباشر،

وبحسب ما ورد في المقابلة التي اجراها مع س ان ان فان الكهنة كانوا يعلمون موضوع الغاز بل ويعرفون ان تركيز الغاز يتغير بتغير الوقت ،وبالتالي كانوا يحددون موعد تقديم الاضاحي بحسب هذا الامر ليضمنوا نجاتهم وسلامتهم ،طبعا الكلام لعالم البراكين هاردي فانز ورغم التفسير العلمي لما جرى ويجري الى ان بوابه الجحيم الرومانية وكهفها القاتل بكل ما حمل في طياته من قصص واساطير تبقى من المواقع الأثرية التي تروي لنا الكثير عن الأزمنة السابقة .

واهل ذلك الزمان بما حمل من أكاذيب وخدع ومعتقدات زائفه حول بوابه الجحيم الرومانية او الكهف القاتل الكهف الذي اعتبر منذ القدم مدخلا الى العالم السفلي ، ظاهر طبيعية سببت احدى اكثر الطقوس اثاره للجدل في العصور القديمة والتي ساهمت بشكل او باخر بتعزيز فكره قدسيه الكهنة ،تدخل العلم وساهم بفك شفره هذا الكهف .

بالطبع الكهف القاتل ليس المكان او المعلم الوحيد الذي يلفه الغموض ،أماكن عديدة واثارات تكتشف الواحدة تلو الأخرى ما زال الغموض يحيط بها وواقع ما زال ينتظر من يفك الغازه بالطبع العلم هو السبيل الأول لكل شيء حتى يعجز عن ذلك وتصبح القضية من قضايا واسرار غموض .


Mostafa Zaki
Mostafa Zaki
تعليقات